السلام عليكم ورحمته تعالى و بركاته
و الصلاة والسلام على حبيبنا محمد واله الاطهار
احببت ان انقل لحضراتكم هذا الموضوع الجميل
عن أبي مسعود عقبة بن عمرو الانصاري البدري رضي الله
عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و اله:
{ إن ممَأ أدرك الناس من كلام النبوة الاولى : إذا لم
تستح فاصنع ما شئت}. رواه البخاري.
قال امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه الصلاة و السلام: اذا لم تستحي ففعل ما شئت.
و روى ابن أبي لهيعة عن أبي قبيل عن عبد الله بن عمرو
عن النبي صلى الله عليه و اله قال:
{ إذا أبغض الله عبدا نزع منه الحياء , فإذا نزع منه الحياء
لم تلقه إلا بغيضا مبغضا , فإذا نزع منه الأمانة نزع منه
الرحمة , و إذا نزع منه الرحمة نزع منه ربقة الاسلام فإذا نزع
منه ربقة الاسلام لم تلقه إلا شيطانا مريدا}.
إن الله إذا أراد بعبد هلاكا نزع منه الحياء
فإذا نزع منه الحياء لم تلقه إلا مقيتا ممقتا
فإذا كان مقيتا ممقتا نزع منه الأمانة فلم تلقه إلا خائنا مخونا
فإذا كان خائنا مخونا نزع منه الرحمة فلم تلقه إلا فظا غليظا
فإذا كان فظا غليظا نزع منه ربقة الإيمان من عنقه
فإذا نزع ربقة الإيمان من عنقه لم تلقه إلا شيطانا لعينا ملعنا
و عن ابن عباس قال : الحياء و الإيمان في قرن , فإذا نزع
الحياء تبعه الأخر .و قد جعل النبي عليه الصلاة والسلام( الحياء
من الإيمان ). كما في الصحيحين عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه و اله مر على رجل و هو يعاتب أخاه في الحياء يقول
: إنك تستحي كأنه يقول أضرك بك , فقال رسول الله صلى الله عليه و اله : ( دعه
فإن الحياء من الإيمان ).و في الصحيحين عن ابي هريرة قال:
( الحياء شعبة من الإيمان ) .و في الصحيحين عن عمران بن
حصين عن النبي قال: ( الحياء لا ياتي إلا بالخير ).
و في رواية لمسلم قال : (الحياء خير كله) أو قال : ( الحياء
كله خير ) .
و خرج أحمد و النسائي من حديث الأشج المنقري قال:
قال لي رسول الله صلى الله عليه و اله ( إن فيك لخصلتين يحبهما الله ) قلت : ما
هما ؟ قال : ( الحلم والحياء ) قلت : أقديما كان أو حديثا ؟ قال
(بل قديما ) قلت الحمد لله الذي جعلني على خلقتين يحبهما الله.
و قال إسماعيل بن أبي خالد : دخل عيينة بن حصن على النبي
و عنده رجل فاستسقى, فأتي بماء فشرب , فستره النبي , فقال
: ما هذا ؟ قال : ( الحياء أوتوها و منعتموها ).
و اعلم أن الحياء نوعان أحدهما ما كان خلقا و جبلة غير
مكتسب و هو من أجل الأخلاق التي يمنحها الله العبد و يجبله
عليها , فإنه يكف عن ارتكاب القبائح و دناءة الأخلاق , و يحث
على استعمال مكارم الخلاق و معاليها فهو من خصال الإيمان .
و النوع الثاني : ما كان مكتسبا من معرفة الله و معرفة عظمته
و قربه من عباده و اطلاعه عليهم و علمه بخائنة العين و ما
تخفي الصدورفهذا من أعلى خصال الإيمان بل هو من أعلى
درجات الإحسان.
و قد يتولد الحياء من الله من مطالعة نعمه تعالى و رؤية
التقصير في شكرها , فإذا سلب العبد المكتسب و الغريزي لم
يبق له ما يمنعه من ارتكلداب القبيح و الأخلاق الدنيئة , فصار
كأنه لا إيمان له . و قد روي من مراسيل الحسن عن النبي
صلى الله عليه و اله قال: ( الحياء حياءان : طرف من الإيمان
والآخر عجز).
اللهم أجعل الحياء في أيماننا
آمين يا رب العالمين